طرق فحص سرطان الثدي

فحص سرطان الثدي: طرقه وأهمية الكشف المبكر

يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم. ويعد الكشف المبكر عن هذا المرض أمرًا بالغ الأهمية لأن تشخيصه في مراحله المبكرة يزيد بشكل كبير من فرص العلاج الفعّال والشفاء التام. إن فحص سرطان الثدي لا يقتصر فقط على اكتشاف الأورام، بل يشمل مجموعة من الفحوصات التي تهدف إلى تحديد التغيرات التي قد تشير إلى الإصابة بالمرض، مما يسمح باتخاذ إجراءات علاجية مبكرة.

يتمثل الهدف الرئيس من فحص سرطان الثدي في الكشف عن الأورام في مراحلها الأولى قبل أن تتمكن من النمو أو الانتشار إلى مناطق أخرى من الجسم. يعتمد الكشف المبكر بشكل أساسي على مجموعة من الفحوصات التي تشمل الفحص الذاتي للثدي، والفحص السريري من قبل الطبيب، والفحوصات الطبية التصويرية مثل الماموغرافيا، وأحيانًا التصوير بالرنين المغناطيسي.

1. الفحص الذاتي للثدي

يُعد الفحص الذاتي للثدي من أبسط وأهم الطرق التي يمكن أن تقوم بها النساء في المنزل بشكل دوري للكشف عن التغيرات غير الطبيعية في الثدي. يمكن للمرأة من خلال هذا الفحص أن تكتشف التكتلات أو التغيرات في الحجم أو الشكل التي قد تكون إشارة إلى وجود مشكلة.

خطوات الفحص الذاتي للثدي:

• الوقوف أمام المرآة: تبدأ المرأة الفحص بالنظر إلى ثدييها في المرآة للتحقق من أي تغيرات في الشكل أو الحجم أو الجلد. يجب أن تنتبه إلى أي تكتلات واضحة، أو أي تغييرات في الحلمات أو في لون البشرة.

• رفع الذراعين: من المهم أن ترفع المرأة ذراعيها فوق رأسها أثناء النظر في الثديين للتأكد من أنه لا يوجد أي تغير في الشكل عند رفع الذراعين.

• الفحص أثناء الاستلقاء: في هذا الوضع، تُصبح الأنسجة الثديية أكثر وضوحًا، مما يسهل اكتشاف التكتلات أو النتوءات. يمكن للمرأة أن تستخدم أطراف أصابعها للضغط بلطف على جميع أجزاء الثدي بحركات دائرية لتفقد أي تكتلات أو صلابة غير طبيعية.

• الفحص أثناء الاستحمام: يمكن للمرأة أيضًا إجراء الفحص الذاتي أثناء الاستحمام حيث يكون الجلد مبللاً مما يسهل اكتشاف أي تغيرات في الجلد أو وجود تكتلات.

يُنصح بإجراء هذا الفحص بشكل دوري مرة كل شهر، ويفضل أن يكون بعد نهاية الدورة الشهرية، حيث تكون الأنسجة الثديية في أقل حالات الكثافة والتورم.

2. الفحص السريري من قبل الطبيب

الفحص السريري هو الفحص الذي يقوم به الطبيب المتخصص (غالبًا طبيب الأسرة أو أخصائي أمراض النساء) لتقييم حالة الثديين بشكل دقيق. يشمل الفحص السريري تحسس الثديين تحت الجلد للتأكد من وجود أي تكتلات أو تغيرات في الأنسجة. يُجري الطبيب الفحص على النحو التالي:

• التاريخ الطبي: يبدأ الطبيب بجمع المعلومات حول التاريخ الطبي للمريضة، بما في ذلك العوامل الوراثية والإصابة السابقة بسرطان الثدي في العائلة، فضلاً عن أي أعراض قد تكون ملاحظات المريضة قد اشتكت منها مثل الألم أو التغيرات في حجم الثدي.

• الفحص الجسدي: بعد الاستماع إلى الشكاوى المحتملة، يبدأ الطبيب بفحص الثديين باستخدام يديه للكشف عن أي تكتلات أو تضخم غير طبيعي. بالإضافة إلى ذلك، قد يتفحص الطبيب العقد الليمفاوية في منطقة الإبط لمعرفة إذا كانت هناك أي تغيرات قد تشير إلى انتقال السرطان.

• الفحص السريري للثديين في أوضاع مختلفة: يشمل ذلك فحص الثدي في وضعيات مختلفة مثل الوقوف، الجلوس، والاستلقاء لملاحظة أي تغيرات غير مرئية أثناء الفحص الذاتي.

يتم عادة إجراء الفحص السريري كل عام في إطار الفحوصات الروتينية للنساء، ويمكن أن يتم بشكل أكثر تكرارًا إذا كانت هناك تاريخ عائلي لسرطان الثدي أو عوامل خطر أخرى.

3. الماموغرافيا (أشعة الثدي)

الماموغرافيا هي الفحص الأكثر استخدامًا للكشف المبكر عن سرطان الثدي. يتم في هذا الفحص تصوير الثدي باستخدام أشعة سينية منخفضة الطاقة، وتعمل هذه الصور على اكتشاف الأورام أو التكتلات التي لا يمكن الشعور بها أثناء الفحص السريري. هذا الفحص يساعد في اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة، حتى قبل أن تصبح الأعراض مرئية أو محسوسة.

أنواع الماموغرافيا:

• الماموغرافيا التقليدية: تُستخدم الأشعة السينية البسيطة في هذا النوع من الفحص. وتُعد هذه الطريقة الأكثر شيوعًا للكشف عن سرطان الثدي في مراحل مبكرة.

• الماموغرافيا الرقمية: تستخدم هذه التقنية أجهزة متطورة لالتقاط صور رقمية للثدي، والتي تسمح للطبيب بتحليل الصور بشكل أكثر دقة ووضوح.

• الماموغرافيا ثلاثية الأبعاد: تعتبر من أحدث التقنيات المتوفرة للكشف عن سرطان الثدي. حيث يلتقط جهاز الماموغرافيا صورًا ثلاثية الأبعاد للثدي، مما يسمح للطبيب بتشخيص أفضل وأدق للأورام.

متى يجب إجراء الماموغرافيا؟

توصي الجمعية الأمريكية للسرطان بإجراء فحص الماموغرافيا ابتداءً من سن الـ 40 عامًا، على أن يتم إجراؤه بشكل دوري كل عام أو كل عامين حسب تاريخ المرأة الطبي وعوامل الخطر. ويجب أن يتم الفحص بشكل أكثر تكرارًا في حال كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو في حال كان المريض يعاني من عوامل خطر إضافية.

4. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

قد يوصي الطبيب باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن سرطان الثدي في حالات معينة. التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي يُستخدم عادة للنساء المعرضات لخطر عالٍ للإصابة بسرطان الثدي، مثل أولئك اللواتي يعانين من تاريخ عائلي قوي للإصابة بهذا المرض أو اللواتي يحملن طفرات في الجينات الوراثية مثل جين BRCA1 أو BRCA2.

يعمل التصوير بالرنين المغناطيسي عن طريق إرسال موجات مغناطيسية إلى الجسم، حيث تلتقط أجهزة الرنين المغناطيسي الصور التفصيلية للثديين، مما يساعد الأطباء على تقييم التغيرات أو الأورام التي قد تكون غير مرئية في فحص الماموغرافيا.

5. الخزعة (Biopsy)

في حال اكتشاف تكتل أو تغير مشبوه أثناء الفحوصات السابقة، قد يوصي الطبيب بإجراء خزعة. الخزعة هي عملية يتم فيها أخذ عينة من الأنسجة المشبوهة لتحليلها تحت المجهر لتحديد ما إذا كانت خبيثة أم حميدة.

أنواع الخزعة:

• الخزعة بالإبرة: تستخدم إبرة رفيعة لسحب عينة من الأنسجة المشبوهة. يُعد هذا النوع من الخزعات الأقل تدخلاً.

• الخزعة الجراحية: في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لإزالة جزء أكبر من الأنسجة لفحصها.

أهمية الكشف المبكر

يعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي خطوة حاسمة في العلاج الفعال. عندما يتم اكتشاف المرض في مراحله الأولى، يكون العلاج أكثر فاعلية، ويمكن للمرضى أن يحققوا معدلات شفاء مرتفعة جدًا. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الكشف المبكر في تجنب العلاجات الأكثر تعقيدًا والمُرهقة مثل العلاج الكيميائي أو الجراحة الكبرى، ويسهم في تحسين نوعية الحياة للمريض بعد العلاج.

الخاتمة

يعد فحص سرطان الثدي من أهم الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تقوم بها المرأة للحفاظ على صحتها. من خلال الفحص الذاتي المنتظم، والفحص السريري السنوي، واستخدام الفحوصات التصويرية مثل الماموغرافيا والتصوير بالرنين المغناطيسي، يمكن الكشف عن سرطان الثدي في مراحله المبكرة، مما يعزز فرص العلاج الناجح والشفاء التام. إن وعي المرأة بأهمية هذه الفحوصات والتزامها بها يعد خط الدفاع الأول ضد سرطان الثدي ويُمكنها من حماية نفسها بفعالية.